السبت، 19 نوفمبر 2011

بعل

كلمة "بَعْل" هي من الكلمات الاصيلة والقديمة جدا في اللغة السبئية وهي كلمة اساسية حيث ان معانيها تدخل في المصطلحات الدينية: رب، ومعبد.
وتدخل في اهم مفردات الحياة الاجتماعية الاساسية في الاسرة حيث تعني الزوج او الصاحب.
بل اكثر من ذلك حيث تدخل الحياة المدنية والعلاقات الاجتماعية والاقتصادية لتعني: رب، صاحب، مالك (وبعل الشئ ربه ومالكه)، وكذلك تعني مواطن، واحد من اهل بلد او مدينة، ارض بعلية ارض تسقى بماء المطر (مطرية).

"...فإن لم يصبها وابل فطل..."

هذه مفردات جئزية "طل" (ጠለ፣ ጠለለ ) وتعني: رطب، ندي، مبلل، مغطى بالندى، لين، خصب، مخضوضر، دهن زبدة....
اما " آطلالا " بالجئزية فتعني: يشرب شرابا منعشا، نشط، يخصب، يسمن، يتساقط كالندى، لين.....
و "طلول": تعني مغطى بالندى، طري، مَسقي، ندي.......
وفي التقرنيا؛ "طَلِّي" يعني الندى. ونفس المعنى في الامهرنيا.
اما في التقرايت فقول: "طَلَّا" أي ابتلَّ. و"طلول" أي مبلول و "وطَلَّتْ" أي ابتلت. اما الندى فنطلق عليه نفس الكلمة العربية، اما ما نجده من بلل فوق اغصان واوراق الشجر والاعشاب فنطلق عليه "حَمْدي".
ومن التقرايت والامهرنيا استعارتها اللغات الكوشية مثل البلين: لتعني قطرات الندى، مخضوضر، وفي الساهو: رطب او ابتل كما يقول "Wolf".
وعلى العموم نجد ان كلمة "طل" هي من المشترك السامي لذلك نجدها في العربية، الحبشية, العبرية, الآرامية, السريانية في كلها بمعنى ندى.
في العربية:- الطل هو المطر الصغار القطر الدائم وهو ارسخ المطر ندى. وقيل هو الندى وقيل فوق الندى ودون المطر وجمعه طِلال. يقول تعالى " ....فإن لم يصبها وابل فطل...".
وطلَّت الارض طلا: اصابها الطل وطلت فهي طلة: نديت وطلها الندى فهي مطلولة. وقالوا في الدعاء: طُلت بلادك وطَلت، فطُلت أي امطرت.
والطلل: ما شخص من آثار الديار وجمعه اطلال وطلول: ونحن في التقرايت والتقرنيا نطلق على ظل هذه الاطلال "طِلَالْ".

الخميس، 10 نوفمبر 2011

زيتنا "سليط"


في التقرايت نقول  "فلان سُلُّوطْ تو" أي متسلط وتأتي بمعنى طويل اللسان. وتأتي بمعني انجاز العمل – سَلْطَا اقلي لشغل.
وفي الجئزية والتقرنيا والامهرنيا يقولون: -سَلِطُو- أي انجز بنجاح. ويقولون -مَسَالَطِي- أي وسائل وأدوات انجاز العمل.
وهنا نفرق بين مادتين معجميتين هما – سلط وسليط- وذلك في الجئزية.
السليط عند عامة العرب – كما يقول صاحب لسان العرب- الزيت, وقيل كل دهن عصر من حَب؛ ويقوي ان السَّلِط الزيت قول الجعدي: يضيء كمثل سراج السليط لم يجعل الله فيه نحاسا أي دخانا.. وفي حديث ابن عباس: رأيت عليا وكان عينيه سراجا سليط.
وفي الجئزية كما يقول -
Wolf- ان "سليط" تعني "زيت السمسم" ويقول انها عربية الاصل. وهي, كما يقول, تعني "السمسم" في التقرايت والتقرنيا والامهرنيا. واهلنا الساهو العفر يقولون كذلك - سليط- اما الصوماليون فيقولون - سليد- وفي اليمن يطلق السليط على زيت السمسم, وفي اماكن اخرى من العالم العربي يطلق السليط على زيت الزيتون.
وكنت وانا صغير اسمع حبوباتنا يقلن سليط " وكذلك " شليط" للزيت.

الأربعاء، 2 نوفمبر 2011

أداة التعريف في التقرايت...


اداة التعريف في التقرايت هي "لَ" نقول " لَوَلَتْ فَقرَتْ" أي خرجت البنت. ونلاحظ ان اداة التعريف هذه تستعمل ايضا لتعريف الكلمات المستعارة والدخيلة على التقرايت، مثل "لَزكاة".
ومن المثير للاهتمام ،كما يقول
Wolf، ان نلاحظ ان الكلمات المستعارة المعبرة عن الوقت احتفظت بأداة تعريفها العربية- ال.

التقرنيا تجري فيها دماء عربية!!!!

شقيقة التقرايت... لغة قطاع كبير من الشعب الارتري....يتكلم بها ويكاد يفهمها غالبية من يوجد في ارتريا... هذا ما نعرفه... ولكن الذي يجهله او بالأحرى يتجاهله الكثيرون هو صلة هذه اللغة بالعربية، الصلة التي بدأت منذ زمن سحيق.. صلة الجوار والتبادل التجاري. ثم صلة المبشرين العرب وادخال المسيحية الى الحبشة عام 340م وترجمة الكتب الدينية من العربية وغيرها الى الجئزية وارتباط الكنيسة بكنيسة الاسكندرية.
الاحباش كان لهم نفوذ في الجزيرة العربية قبل الاسلام وهم من ادخلوا المسيحية في جنوب الجزيرة العربية- اليمن- وكذلك شهدت هذه الحقبة احتلال اليمن من قبل الحبشة فضلا عن قيام ابرهة الحبشي بتجهيز حملته المشهورة على مكة والتي وقعت في ما يعرف بعام الفيل .
الذي اود الاشارة اليه في هذه العجالة هو وجود كم هائل من الكلمات العربية – الكلاسيكية- الدخيلة او المستعارة –
loanwords- في التقرنيا.

مفردات لها من دلالاتها نصيب قوي

باب ح ي ل (الحَيْلَةُ) جماعة المِعْزَى, أو القطيع من الغنم. والحيل كذلك حجارة تُحَدَّرُ من جانب الجبل الى اسفله حتى تكثر.
والحَيْلُ: القوة. وما له حيل أي قوة. انتهى كلام صاحب القاموس المحيط.
وهذه زيادة من قاموس لسان العرب:
يقال: لا حَيْلَ ولا قوة إلا بالله، لغة في لا حول ولا قوة. وفي دعاء يرويه ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم ذا الحَيْلِ الشديد، أي ذا القوة. ويقال انه لشديد الحيْلِ أي القوة.

احباش في مسجد الرسول...


عن عائشة رضي الله عنها قالت «جاء حبشٌ يَزْفِنُون في يوم عيد في المسجد، فدعاني النبي - صلى الله عليه وسلم -، فوضعت يدي على منكبه فجعلت أنظر إلى لَعِبهم حتى كنت أنا التي أنصرف عن النظر إليهم» رواه مسلم وأحمد والنَّسائي.
"يَزْفِنُون" اي يرقصون بالحِراب.
نقول في التقرايت " زَفْنَو و دَفْنَو" وذلك راجع لتعدد اللهجات في التقرايت. وهذه الكلمة وبنفس المعنى مستعملة حتى الآن في الامهرنية.
و"الزفن او الدَفِن" نوع من الرقص أو _العرضة_ يقدمها الرجال بالسيوف والحراب وغيره. وكذلك تطلق على ما تقوم به النساء من استعراض ونياحة جيئة وذهابا يوم رحيل انسان ذي شأن في المجتمع. نقول: " لَإنِسْ دَفْنَ هَلَّيَا", وهذه الاخيرة عادة جاهلية قديمة كانت الى وقت قريب......

سفيرنا... وسفيرهم


كلمة "السَّفير" معناها معروف لكن لها معان كثيرة غير مستخدمة حاليا. لكلمة الـ " سَّفير" في التقرايت معنى هو ذاته في العربية نستخدمه نحن في الحياة اليومية حاليا بينما هو حبيس المعاجم القديمة في العربية. ترى ما هو هذا المعنى؟ .....

مادة: بَتَكَ


البَتْكُ في اللغة العربية يأتي بمعنى القطع وفي التنزيل العزيز: "وليبتكن آذان الانعام", قال ابو العباس: يقول فليقطعن.
قيل: البتك ان تقبض على شيء بيدك وفي التهذيب: ان تقبض على شعر او ريش او نحو ذلك ثم تجذبه اليك حتى ينقطع فينبتك من اصله وينتتف، وكل طائفة صارت في يدك من ذلك فاسمها بتْكَة؛ قال زهير:
حتى اذا ما هوت كف الغلام لها طار وفي كفه من ريشها بِتَك
وقيل : البتك قطع الشيء من اصله, بتكه يبتكه بتكا أي قطعه فانبتك وتبتك, والبِتكة والبَتكة : القطعة منه, وسيف باتك أي صارم ومنه قول الشاعر:
إذا طلعت أولى العدى فنفرة الى سلة من صارم الغر باتك
وسيف باتك وبتوك: قاطع وسيوف بواتك.
ونحن في التقرايت نستعمل كلمة بتك بتصاريفها السابقة لذات المعاني نفسها ونزيد عليها بعض الاستعمالات والمعاني فنقول "حليب بُتُوك" للبن اذا فسد وتقطع. وايضا للشخص الذي ينعزل من المجتمع او لمن لا يعرف له اصل "مقطوع من شجرة". والعديد من الاستعمالات اتركها لتعليقاتكم . "حبل مشاركتكم يتبتكو"...

مطر... مطر... مطر

تقول العرب "زَلَمَ" الإناء اي ملأه, ونقول "زِلام ودِلام" للمطر. فإذا امطرت- زَلْمَتْ/ دلمت- المطر الغزير يقولون "هطفت السماء" ونقول "هَطِفْ" وهو ما يتلاطم من ماء "ماي" بسبب غزارة المطر التي يشتد معها الهواء.
وتطلق العرب لفظ " الطَّشيش " على المطر الخفيف وهو فوق الرذاذ. ونسميه نحن "طَشُوش".
وإذا سال الماء وكون بركة صغيرة سميناها "شِرِمْ". والعرب تطلق الشَّرْم على الشق- لُجَّة البحر او الخليج فيه - شرم الشيخ- ومنه رجل أشْرَم: مَشْروم الأنف. ابرهة الاشرم. وشرم له من ماله يشِرم: اعطاه قليلا. ولنا نفس الاستعمال.
فإذا وردت البهائم يوما وغابت يوما تقول العرب "وردت من غِبْ". وكذلك نقول نحن في التقرايت " مِنْ غِبْ وَرْدَتْ".

"مَطْحَفْ"---- "مُصْحَف"

قال الزركشي في كتابه البرهان في علوم القرآن (1/377): (ذكر المظفري في تاريخه : لَمَّا جَمعَ أبو بكر القرآنَ قال : سَمُّوهُ. فقال بعضُهم : سَمُّوهُ إِنْجيلاً. فَكرهوه. وقال بعضُهم : سَمُّوهُ السِّفْرَ. فكرهوه مِن يهود. فقال ابنُ مَسعودٍ : رأيتُ للحَبَشَةِ كِتَاباً يدعونهُ المُصْحَفَ ، فسمُّوهُ بهِ.
خالط الصحابة المهاجرون اهل الحبشة وتعرفوا على ثقافتهم وعرفوا لغتهم. يقول الجئزيون "مَطْحَفْ" للكتاب. وهذه التسمية لم تكن معروفة عند العرب حتى تم ادخالها وتعريبها من قبل الصحابي الجليل ابن مسعود رضي الله عنه وذلك في اطار التبادل الثقافي بين الشعوب. واللغة كما هو معروف تأخذ وتعطي تندثر وتحيا......